عقله أكبر من درب التبانة !

تسلمى على الموضوع

حين يصبح العقل ملماً بكل العلوم جامعاً لكل الحلول متقصياً لكل الحقائق والغوامض ينهال عليك بزخم معلوماتي بكل ما أشكل على عقلك الصغير من المجاهيل ينور لك الظلمات ويفتح لك الأبواب ينهمر عليك بمعلومات وبيانات لا محدودة فحتماً وبلا ريب هو عقل مديري في العمل !
عقل فتاك يفتك بعقول محاوريه حتى يصيبهم بالشلل الرباعي لم أعلم عنه قط أنه أقتنع ولو بمقدار ذرة برأي أحدهم ولو دُمغت بواطن عقله بحجة تعادل قبضة محمد علي كلاي ولم أعلم عنه قط أن لسانه أدبر عن فتوى أطلقها ولو جُمعت له الأدلة والبراهين بمنشورة كحجم ( مقاضي رمضان ) !
عقله يعمل بطريقة عجيبة فهو يفكر ويحلل ويمحص ويضع الحيثيات والتصورات والحقايق في اجزاءً من الثانية !
ويطلق لسانه قبل أن يلتقط أنفاسه فيصول ويجول بالموضوع مناقضاً حديثة تارة ومتعجباً من طريقة تفكير أحدهم تارة
حين يسترسل في حديثه وأنا والمستمعون وأنتم وهم وكل من على وجه البسيطة من منظوره طبعاً لا نفقه شيئاً بل هو العالم الصائب لا يجب على المستمع أن يقاطعه حتى لا يقطع عليه حبل افكاره السحري الذي يستسقي منه ثرثرته العمياء !
أتعلمون أيه الساده أن ذلك العلامة يستطيع أن يتحدث طوال اليوم عن كيف تسير المركبة على أربعة عجلات !
ويمكنه أن يقنعك بأسلوبه الخنفشاري كيف لا تستطيع قيادة المركبة أيضاً وأنت في بيتك !
والعجب أنه أحياناً يأتي فجأة على موضوع لم يلتقط منه سوى نصف كلمة فيكون أول المشاركين وكالعادة ينطلق بكم غزير هائل من الكلمات والجمل رداً فقط على نصف كلمة !
وياليتني استطيع أن أصف تعابير وجهه أثناء حديثه وكيف يستطيع أن يغيرها محاولاً أن تتناسب مع الجمل والكلمات التي يطلقها فتتحرك جميع عضلات وجهه التي أجزم أنها أكثر لياقة ومرونة من لاعب الجمباز , وليس فقط عضلات وجهه من تحمل معاناة ثرثرته بل يداه تعمل وبشكل دائم على الإيحاءات الغير مفهومه ذهاباً وإياباً وكأني أسمعها تقول يا ويلتاه من مرجيحة هذا الظالم

كل ما سبق نبذة مختصرة عن هذا الشخص الذي أتساءل لماذا لا يقتنع برأي ولماذا يهمش دوماً آراءا محدثيه ولماذا لا ينفك عن الحديث بكل المجالات المطروحة للنقاش علم عنها شيئاً أو لم يعلم !

أعانني الله على تكبد مجالسته وثرثرته خمسة أيام في الأسبوع وأعانكم الله على ثرثتي أنا الآخر